بكَيتُ يا رَبْعُ حتى كِدْتُ أُبكيكَا
وجُدْتُ بي وبدَمعي في مَغانيكَا
|
فعِمْ صَباحاً لقدْ هَيّجتَ لي طَرَباً
وَارْدُدْ تَحِيّتَنَا إنّا مُحَيّوكَا
|
بأيّ حُكْمِ زَمانٍ صِرْتَ مُتّخِذاً
رِئْمَ الفَلا بَدَلاً من رِئْمِ أهليكَا
|
أيّامَ فيكَ شُمُوسٌ ما انْبَعَثْنَ لَنا
إلاّ ابتَعَثنَ دماً باللّحْظِ مَسْفُوكَا
|
والعَيشُ أخضَرُ والأطلالُ مُشرِقَةٌ
كأنّ نُورَ عُبَيْدِالله يَعْلُوكَا
|
نَجا امرؤٌ يا ابنَ يحيَى كنتَ بُغيَتَهُ
وخابَ رَكْبُ رِكابٍ لم يَؤمّوكَا
|
أحْيَيْتَ للشّعَراءِ الشّعرَ فامْتَدَحوا
جَميعَ مَنْ مَدَحوهُ بالّذي فيكَا
|
وعَلّمُوا النّاسَ منكَ المجدَ واقتدروا
على دَقيقِ المَعاني مِنْ مَعانيكَا
|
فكُنْ كَما شِئتَ يا مَنْ لا شَبيهَ لَهُ
وكيفَ شئتَ فَما خَلْقٌ يُدانيكَا
|
شُكْرُ العُفاةِ لِما أوْلَيتَ أوْجَدَني
إلى نَداكَ طَريقَ العُرْفِ مَسْلُوكَا
|
وعُظْمُ قَدْرِكَ في الآفاقِ أوْهَمَني
أنّي بِقِلّةِ ما أثْنَيْتُ أهْجُوكَا
|
كَفَى بأنّكَ مِنْ قَحطانَ في شَرَفٍ
وإنْ فَخَرْتَ فكُلٌّ مِنْ مَواليكَا
|
ولَوْ نَقَصْتُ كما قد زِدْتَ من كَرَمٍ
على الوَرَى لَرَأوْني مِثْلَ شانيكَا
|
لَبَّيْ نَداكَ لَقَدْ نادَى فأسْمَعَني
يَفديكَ من رجلٍ صَحبي وأفديكَا
|
ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ حتى
ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا
|
فإنْ تَقُلْ هَا فَعاداتٌ عُرِفتَ بها
أوْ لا فإنّكَ لا يَسخُو بلا فُوكَا
|