قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم



قالوا لَنا ماتَ إِسحاقُ فقُلتُ لهمْ

هذا الدّواءُ الذي يَشفي منَ الحُمُقِ

إنْ ماتَ ماتَ بِلا فَقْدٍ ولا أسَفٍ

أو عاشَ عاشَ بلا خَلْقٍ ولا خُلُقِ

مِنْهُ تَعَلّمَ عَبْدٌ شَقّ هامَتَهُ

خوْنَ الصّديقِ ودَسَّ الغدرِ في المَلَقِ

وحَلْفَ ألْفِ يَمينٍ غَيْرِ صادِقَةٍ

مَطرودَةٍ ككُعوبِ الرّمح في نَسَقِ

ما زِلْتُ أعرِفُهُ قِرْداً بِلا ذَنَبٍ

خِلْواً مِنَ البأسِ مَملُوءاً من النّزَقِ

كَريشَةٍ في مَهَبّ الرّيحِ ساقِطَةٍ

لا تَسْتَقِرّ على حالٍ منَ القَلَقِ

تَستَغرِقُ الكَفُّ فَوْديهِ ومَنْكِبَهُ

فتَكْتَسي منهُ ريحَ الجَوْرَبِ العَرِقِ

فَسائِلُوا قاتِلِيهِ كَيفَ ماتَ لَهُمْ

مَوْتاً من الضّرْبِ أمْ موْتاً من الفَرَقِ

وأينَ مَوْقعُ حَدّ السّيفِ من شَبَحٍ

بغَيرِ جِسْمٍ ولا رَأسٍ ولا عُنُقِ

لَوْلا اللّئَامُ وشيءٌ مِنْ مُشابَهَةٍ

لَكانَ ألأمَ طِفْلٍ لُفّ في خِرَقِ

كَلامُ أكثرِ مَنْ تَلقَى ومَنظَرُهُ

ممّا يَشقّ على الآذانِ والحَدَقِ


أبو الطيب المتنبي


هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي، اشتهر باسم المتنبي، وُلِدَ في الكوفة في العراق عام 915 م، وهو من أبرز شعراء العصر العباسي
المزيد عن المتنبي